تشكيل الاتجاه الاستراتيجي للجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في أروبا مع إطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة

المصدر: Adobe Stock Images, teresinagoia; Ilyes Laszlo

من إعداد كزيومارا كراوس ويلايامز، رئيسة ديوان التدقيق في أروبا، ورئيسة مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة بدول الكاريبي (الكاروساي)

خلال المؤتمر الثاني عشر لمجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة بدول الكاريبي (الكاروساي) في أروبا، واجتماع لجنة بناء القدرات في الإنكوساي الرابع والعشرين في البرازيل، واجتماعات التعاون بين الجهات المانحة التي عقدتها الإنتوساي في جامايكا، أتيحت الفرصة لديوان التدقيق في أروبا لتبادل النتائج والخبرات في إجراء تقييم إطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة. وأدّى هذا التقييم دوراً محورياً في تشكيل الاتجاه الاستراتيجي للجهاز، فباشر بعد ذلك بعملية منهجية لبناء القدرات تدعمها المشاركة النشطة في مبادرة الاستراتيجية والأداء والقياس والإبلاغ لمبادرة الإنتوساي للتنمية.

وأجرى جهاز أروبا تقييماً شاملاً لإطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة أطلق العمل به في خضم جائحة كوفيد-19. وكان الهدف الرئيسي قياس الأداء الحالي، مع تحديد مواطن القوة والضعف. ووجّه التزامه بتعزيز التنظيم الداخلي وإظهار القيمة لأصحاب المصلحة والمواطنين هذا التقييم. علاوةً على ذلك، كان بمثابة خطوة تأسيسية نحو تنفيذ المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، وتعزيز عمليات التدقيق، وضمان الجودة. وتماشياً مع التزامه بالتحسين المستمر، يطمح الجهاز إلى اعتماد هذه المعايير وتنفيذها. لذلك لا بد من إجراء تقييم للوضع والأداء الراهنين. وقدَّم التقييم قياساً دقيقاً للوضع الراهن استهدف المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة 1 و10 و30 و40 و200 و300 و400. وبعد التدريب الأساسي عبر الإنترنت في مايو/أيار 2020 على منهجية إطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة، بدأ التقييم رسمياً في يوليو/تموز 2020، وانتهى في 7 يوليو/تموز 2021، وتمَّ نشر التقرير في 27 أغسطس/آب 2021.

وتماشياً مع مبدأ الشمولية في أهداف التنمية المستدامة، من الأهمية بمكان الخوض في اعتبارات المعايير المهنية المصممة خصيصاً للجزر الصغيرة ضمن إطار الإنتوساي للممارسة المهنية. ويعد هذا الاستكشاف حيوياً لزيادة الالتزام بمعايير الجودة في ما بين أجهزة الرقابة العليا في الجزر الصغيرة.

-زيومارا كروس-ويليامز

وشمل الإطار الراسخ في أربعة مبادئ حاسمة – النهج الشمولي، والارتكاز على الأدلَّة، وتحديد القيمة والفوائد، وقياس الأداء – كل جوانب المؤسسة ولم يقتصر على أعمال التدقيق. وكانت الأطر القانونية، وحوكمة الشركات، وإدارة الأصول المالية، والموارد البشرية، وإدارة الاتصالات كلها موضوعات للتقييم.

واتَّخذ ديوان التدقيق في أروبا إجراءات بعد التقييم، وشرع في مبادرات عديدة ضمن نطاق سيطرته وتعاون مع شركاء خارجيين في مجالات خارجة عن نفوذه. وشملت هذه المبادرات المشاركة في مبادرة الاستراتيجية والأداء والقياس والإبلاغ لمبادرة الإنتوساي للتنمية، وتحديث تشريعات الجهاز لتعزيز الاستقلالية، وتطوير برنامج تعليمي، والدخول في اتفاق تعاون مع ديوان التدقيق الهولندي للحصول على الدعم، وشراء برنامج تدقيق، والتعاون مع جامعة أروبا لوضع برنامج تدريب وخطة إعلامية.

وبالتفكير في التجارب في أثناء تقييم إطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة، واجه جهاز أروبا جوانب إيجابية مثل التواصل الفعال، والدعم القوي، والمعلومات الداخلية التي يمكن الوصول إليها، والتدريب المتَّسق، والعمل الجماعي التعاوني. وشملت التحديات الحواجز اللغوية، والمناقشات البناءة التي تؤثر في التخطيط، وصغر حجم جهاز أروبا وقدرته المحدودة، والتحول المعقد من تحليل الأسباب الجذرية إلى تحليل التكامل. واستحوذ تقييم إطار قياس أداء الأجهزة العليا للرقابة على 50% من قدرتنا وأوجد الوعي بأنّنا لسنا في صدد “مبدأ المقاس الواحد الذي يناسب الجميع” عند اعتماد المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة وتنفيذها.

وتناول المؤتمر الثاني عشر للكاروساي الذي عُقِدَ في أروبا في مايو/أيار 2022 جميع هذه الموضوعات التي تؤثر في الأجهزة في الجزر الصغيرة، مما أدى إلى زيادة الوعي والفهم، وأفضى في نهاية المطاف إلى اعتماد اقتراح الكاروساي بالإجماع، خلال اجتماعات لجنة بناء القدرات المهنية ومبادرة التعاون بين الانتوساي والجهات المانحة والاتحاد العالمي للمحاسبين في جامايكا.

وشكّلت هذه الاجتماعات علامة فارقة في جهود الكاروساي لتصبح منظمة إقليمية قوية، مع التشديد على تعزيز التعاون بين الجهات المانحة والمنظمات الإقليمية للإنتوساي التي تدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان النامية، وتدافع عن مصالحها.

علاوةً على ذلك، أنشئت مكاتب ارتباط مع أعضاء المؤسسات الشقيقة من مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة بأمريكا اللاتينية والكاريبيك (الأولاسافس)، مع الإشارة بوجه خاص إلى جهاز المكسيك الذي أبدى استعداده لتقديم المساعدة اللازمة لجهاز أروبا وتعزيز التعاون الوثيق مع الكاروساي.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة خصوصاً إلى إعلان أواكساكا خلال الدورة الحادية والثلاثين للجمعية العامة للأولاسافس. وينص هذا الإعلان في المادة 9 على إنشاء مجتمع مدققين من ذوي الخبرة في حالات الأزمات. وسيتم تشاطر المساهمات المقدمة من هذا المجتمع مع مناطق الإنتوساي الأخرى، ولاسيما مع الكاروساي. وكان قبول جميع أعضاء المنظمة بالإجماع لهذا الإعلان بالغ الأهمية.

في الخلاصة، فإنَّ إعطاء الأولوية لتعزيز قدرات الأجهزة في الجزر الصغيرة بكفاءة وفعالية أمر أساسي، مع التركيز بشكل رئيسي على التقليل إلى أدنى حد من تعطيل العمليات اليومية. وتماشياً مع مبدأ الشمولية في أهداف التنمية المستدامة، من الأهمية بمكان الخوض في اعتبارات المعايير المهنية المصممة خصيصاً للجزر الصغيرة ضمن إطار الإنتوساي للممارسة المهنية. ويعد هذا الاستكشاف حيوياً لزيادة الالتزام بمعايير الجودة في ما بين أجهزة الرقابة العليا في الجزر الصغيرة.

وبالنسبة إلى الفترة الاستراتيجية 2023-2026، سيركِّز جهاز أروبا على تنفيذ المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة المتعلقة بالتدقيق في الامتثال والأداء. ولا يزال تحقيق الاستقلالية المالية والتنظيمية أمراً بالغ الأهمية، مع استمرار الجهود الرامية إلى تكييف التشريعات والتنظيمات. ويجري أيضاً وضع استراتيجية إعلامية وتنفيذها لتحقيق أثر أكبر في الخطط.

أما بالنسبة إلى الكاروساي، فسنستمر في تقديم الدعم المؤسسي والتطوير المهني اللازمين للموظفين للأجهزة العليا الأعضاء لتمكينها من المحافظة على أهميتها وإحداث فرق في حياة المواطنين. وفي الدورة الاستراتيجية الحالية (2023-2025)، أعادت الكاروساي تنسيق أولوياتها لمواجهة التحديات بشكل أفضل والاستفادة من الفرص التي تنتظرنا. ونحن نؤيّد أهمية أن تكون الأجهزة منظمات مستقلة وفعالة ومهنية. كما نسهِّل اعتماد معايير التدقيق المعمول بها في الأجهزة وتنفيذها لتقديم عمليات تدقيق عالية الجودة وإظهار أهميتها، ونشجع إقامة علاقات فعالة مع أصحاب المصلحة والتعاون الإقليمي، ونبني على حوكمتنا الداخلية لتقوية الكاروساي كمنظمة إقليمية للوفاء بولايتنا لإنشاء أجهزة عليا إقليمية أقوى.

Back To Top