تطوير صوت عالمي للإنتوساي من خلال التواصل والتعاون

INCOSAI Theme 2
INCOSAI Theme 2

تدقق الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة باستقلالية وموضوعية في أعمال حكوماتها لضمان استفادة المواطنين من استخدام الأموال العامة. ومع تزايد التحديات التي يواجهها العالم تعقيداً، يمكن أن تستخدم الأجهزة صوتها وتعززه على المستويات الفردية والإقليمية والدولية لإظهار تأثيرها وضمان المساءلة.

ويقارن الموضوع الثاني بعنوان “الصوت العالمي، والنتائج العالمية، والتأثير بعيد المدى” بين التدقيق والمساءلة في مختلف الأجهزة. وهو ينظر إلى الاستقلالية والاحترافية باعتبارهما عنصرين مهمين لترسيخ الثقة في الأجهزة، وتحسين إدارة المالية العامة والإدارة.

وتحدِّد الورقة الجوانب المشتركة للأجهزة وتعرض بعض الاختلافات، مثل إمكانات التواصل والتكنولوجيا.

رئيس المجلس التنفيذي الجديد للإنتوساي دانتاس يشدِّد على أهمية التواصل والتعاون من أجل الصوت العالمي للمنظمة 

قال رئيس ديوان المحاسبة الفيدرالي في البرازيل ورئيس المجلس التنفيذي للإنتوساي الوزير برونو دانتاس إن الصوت العالمي للمنظمة يعبر عن قيمها وتأثيرها. وكلما تمت الاستفادة بشكل أكبر من هذا الصوت، أمكن للإنتوساي توسيع نطاق التواصل وتعزيزه. وثمَّة قيمة كبيرة في تعميم عمل الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة حول موضوعات مشتركة وبالغة الأهمية. كما ردّد شعار الإنتوساي وهو تبادل الخبرة يفيد الجميع وقال إنه يمكن للأجهزة التعاون في ما بينها لتحفيز التعلم والتطور نحو الاحترافية والاستقلالية وشمولية التحليل. ويساهم كل جهاز في العملية التعاونية للتعلم المؤسسي في بلده، ومع أجهزة أخرى ضمن المنظمات الإقليمية للإنتوساي، ومع الأقران حول العالم. وأضاف أن “الإنتوساي كانت تعلم منذ مدة طويلة أنها كمؤسسة متعددة الأطراف، هي ليست وحدها في العالم”. وتدرك المنظمة منافع العمل مع الأسرة الدولية، كما يظهر من خلال الشراكات في إطار تعاون الجهات المانحة للإنتوساي لمساعدة الأجهزة على بناء القدرات، والتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

المشاركون يناقشون الصوت العالمي للإنتوساي والتعاون الحكومي الدولي

شدَّد مدير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإنابة السيد/ يانوس بيرتوك على دور المنظمة في الحوار بين الحكومات والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة وأصحاب المصلحة والمجتمع المدني. وتقيم المنظمة تحالفاً للمدققين يجمع بين المدققين الداخليين والخارجيين لمناقشة وتطوير الجوانب التقنية المهنية للتدقيق في القطاع العام. وتدعم المنظمة مزيداً من الفهم والجاهزية والقدرة على التكيف مع حالات الأزمات في المستقبل، حيث يمكن أن تؤدي الأجهزة دوراً رئيسياً في المساءلة. وقال إن المنظمة تتطلع إلى تعزيز التعاون مع الأجهزة ومجتمع الإنتوساي ودعم الأجهزة كمراكز للمعرفة للحصول على الأدلة من خلال البيانات والتحليل.

وقال مدير المعايير والمشتريات والإدارة المالية في البنك الدولي السيد/ بوب ساوم إنه يمكن للصدقية والموضوعية تعزيز فهم الصوت العالمي للإنتوساي وتقويته. ويمكن أن تدرك الأجهزة القضايا الأكثر أهمية على المستوى القُطري، وأن تحدد القواسم المشتركة بين المناطق، وتنظر في أهم الموضوعات التي يمكن أن تُرفع إلى المستوى العالمي.  وأكَّد على أهمية الهيئات الإقليمية التابعة للإنتوساي وخبراتها في إدارة الحوار العام. فهي قادرة على توسيع الفهم الإقليمي والعالمي للعوامل المحركة لأوضاع الهشاشة والأزمات والاستجابة لها. ورغم إمكان الوصول المتزايد إلى المنصات الرقمية والأجهزة المحمولة، فإن الملايين من الأشخاص ليس لهم صوت في المجال العام. ويمكن أن تشكل الإنتوساي صوتاً مستقلاً وموضوعياً لمن ليس لهم صوت. وقال إن البنك الدولي يبقى شريكاً ثابتاً للإنتوساي والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة حول العالم.

وقدم المدير العام لمبادرة الإنتوساي للتنمية السيد/ إينار غوريسن أربعة أفكار حول تقوية صوت المنظمة. أولاً، قال إنه ينبغي للمنظمة أن تعزز التنسيق والتواصل بين مجتمع الإنتوساي على مستوى الأجهزة والمستويين الإقليمي والدولي. ثانياً، يمكن للإنتوساي إيجاد أغراض مشتركة. وبما أن الإنتوساي منظومة معقدة تتكون من أصحاب مصلحة ذوي أدوار ومسؤوليات مختلفة، فإن وجود رؤية وغرض مشتركين سيساهم في تحسين حوار العمل الجماعي. ثالثاً، ينبغي أن تعتمد الإنتوساي مقاربة استباقية وأن تتمتع بقدرة شاملة على الوصول إلى مجتمعات الأجهزة وأصحاب المصلحة الآخرين. ويساعد الإصغاء إلى أصوات وتجارب مختلفة الإنتوساي على فهم أولئك المعرضين لخطر التخلف عن الركب. وأخيراً، ينبغي أن تقدم الإنتوساي قيمة من خلال عمليات تدقيق عالية الجودة ومستجيبة وفي الوقت المناسب وذات صلة لتحسين الامتثال وتقديم الخدمات العامة. وقال السيد/ غوريسن إن مبادرة الإنتوساي للتنمية تؤمن بشدّة بأن الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة الفعالة والخاضعة للمساءلة والشاملة تساهم في تحسين حياة المواطنين وخلق مجتمعات أفضل.

الدروس المستفادة والأفكار من جلسات النقاش التي قُسِّمت بحسب اللغات الرسمية للإنتوساي

بعد جلسات النقاش، ركزت المناقشات العامة في اليوم الأخير على الدروس المستفادة والتأملات وتبادل الأفكار.

استقلالية الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة

اتَّفقت الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بصفة عامة على أن استقلاليتها من أهم جوانب تقوية الصوت العالمي للمنظمة. وينبغي أن تكون استقلالية الأجهزة مكرسة قانوناً، وأن تتمتع باستقلالية مالية لإدارة ميزانياتها. ويسهل تعزيز الاستقلالية وتحفيزها قدرة الأجهزة على تنفيذ عمليات التدقيق، ونشر تقارير التدقيق وتعميمها، ومتابعة التوصيات. ومن خلال تقوية استقلالية الأجهزة يمكنها أن تحقق أهدافها بصدقية، وأن تعزز الشفافية لتحفيز الثقة مع الجمهور والمواطنين الذين تقدم الخدمات إليهم. وتواصل الإنتوساي دعم الأجهزة لزيادة استقلاليتها والحفاظ عليها.

استراتيجيات التواصل الخارجي الاستراتيجي

اتَّفقت الأجهزة على أن ثمة حاجة إلى استراتيجيات تواصل خارجي معززة لمساعدة المواطنين على أن يكونوا على دراية بدورها في المساءلة العامة وبتأثير عملها. وواجه كثير من الأجهزة تحديات مماثلة تمثَّلت بعدم معرفة الجمهور بوجودها وأهدافها وتقاريرها. واتَّفقت الأجهزة على أن استراتيجيات التواصل الخارجي الاستراتيجي المنسَّقة من شأنها أن تساعد على جعل تقارير التدقيق التي تعدها معروفة على نطاق أوسع لجمهور أكبر. كما أن من شأنها توحيد رسالة الإنتوساي وصوتها.

وتقدم الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة الخدمات للمواطنين، ويعد التواصل والمناصرة جزءاً أساسياً من أعمال التدقيق التي تضطلع بها. ورغم إمكان اختلاف شكل كل من الأجهزة ومسؤولياتها، فمن المهم إعلام الجمهور بأنها تنفِّذ عمليات تدقيق لمعالجة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة. وفي معرض تسليط الضوء على أهمية الصوت العالمي للإنتوساي، ينبغي للأجهزة والإنتوساي أن تعتبر أن متلقي أعمال الأجهزة غالباً ما يكونون أصحاب مصلحة على المستوى الوطني أو مواطنين. غير أنه من الممكن تجميع نتائج التدقيق الوطني للتكلم بصوت عالمي واحد.

وينبغي أن تفهم الأجهزة والإنتوساي احتياجات الجمهور وأفضل طريقة للتواصل معه. وتغيَّرت طرق التواصل التقليدية، وينبغي أن تفهم الأجهزة احتياجات التواصل في الوقت الراهن. ومن شأن استهداف التواصل وتكييفه أن يتيح للأجهزة الوصول إلى جمهورها ومساعدتها على فهم دورها وتأثيرها. كما ينبغي للأجهزة والإنتوساي تولي التواصل مع وسائل الإعلام والمجتمع المدني للوصول إلى المواطنين على نحو أفضل.

وأنشأت الإنتوساي فريق عمل معني بالتواصل يضم ديوان المحاسبة الفيدرالي في البرازيل والأمانة العامة للمنظمة كرئيسين يعملان في إطار لجنة السياسات والشؤون المالية والإدارية. وسيضع الفريق طرقاً لاستخدام التواصل كأداة استراتيجية للإنتوساي، ويعزز صوتها العالمي بوصفها السلطة المعنية بالتدقيق والمراقبة الخارجية. واجتمع فريق العمل في الإنتوساي لإطلاق المناقشات وسيواصل العمل طوال عام 2023 لتنسيق وتحسين التواصل الداخلي والخارجي للمنظمة.

الشراكات التنظيمية الحكومية الدولية

ينبغي أن تواصل الإنتوساي تعزيز الشراكات مع المنظمات الحكومية الدولية للمساهمة في تحقيق هدف التنمية المستدامة 16 المتمثل في بناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة. فالتعاون مع منظمات مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والأمم المتحدة، على سبيل المثال، يمكن أن يساهم في تعزيز دور معايير التدقيق الدولية في التدقيق في القطاع العام. واتفقت الأجهزة على أن تشكل المنظمات الإقليمية التابعة للإنتوساي ممثلين أقوياء للشراكات مع هذه المنظمات الحكومية الدولية بالنيابة عن الأجهزة في المنطقة.

ويشكل الدليل العملي في شأن “تعزيز التعاون بين الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة وهيئات مكافحة الفساد في منع الفساد ومكافحته”، وهو عبارة عن تعاون بين الإنتوساي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بقيادة ديوان المحاسبة في الإمارات العربية المتحدة، مثالاً رئيسياً للعمل الجماعي كصوت عالمي. ويقدم الدليل المشورة العملية بشأن بناء وتعزيز علاقات العمل بين السلطات محلياً وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الدليل أمثلة عن الممارسات الجيدة في مجالات الوقاية، والإنفاذ، والتحقيق واستعادة الأصول، والتعاون الدولي، والمعرفة وبناء القدرات، وعن استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.

تبادل المعرفة وبناء القدرات والمعرفة الرقمية

بهدف تقوية الصوت والتأثير العالميين للإنتوساي والأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، يتعين على هذه الأخيرة الاعتماد على قدراتها وتبادل المعرفة داخل الإنتوساي. ولاحظت الأجهزة أن عمليات التدقيق التعاونية تحدِّد أولويات السياسة العامة الرئيسية في سياق كل جهاز على حدة، وتحدِّد الاستراتيجيات والموضوعات ذات الصلة في السياقين الإقليمي والوطني لخدمة مصالح المواطنين. ويوحِّد تبادل أفضل الممارسات من خلال عمليات التدقيق التعاونية وتبادل المعرفة أصوات العديد من الأجهزة في صوت عالمي واحد للإنتوساي.

وتتطلب الأجهزة موظفين مؤهلين وبيانات عالية الجودة ومعرفة رقمية لتأدية أعمال التدقيق الخاصة بها. وبهدف الوصول بشكل أفضل إلى المواطنين والمجتمع المدني ومشاركة نتائج تقارير الأجهزة وأثرها، ينبغي أن تبني الأجهزة القدرات لاستخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن أن يتعاون مجتمع الإنتوساي على الصعيدين الدولي والإقليمي لإضفاء الطابع المهني على الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة. ويمكن أن تساعد المعرفة الرقمية والتدريبات التقنية الأجهزة في تبادل بيانات المهام والخطط الاستراتيجية والتقارير عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وسيساعد بناء المعرفة الرقمية للأجهزة المواطنين على الوصول إلى التقارير وفهم دورها الهام في تعزيز المساءلة.

الخلاصة

يمكن أن يسهِّل التزام الإنتوساي بالتدقيق العام والمحاسبة والشفافية التوصل إلى صوت عالمي موحد. وقد أقرّت الأجهزة بأنه ينبغي أن تضمن استقلاليتها، وتتواصل بفعالية، وتعزز الشراكات مع المنظمات الدولية، وتطور القدرات التقنية. وسينقل الصوت العالمي الأقوى للإنتوساي النتائج المجمعة للعمل الذي تضطلع به الأجهزة لبناء وعي عام حيال تأثير الإنتوساي والأجهزة وقيمتها. وكما ذكر المدقق العام من المكتب الوطني للتدقيق في فنلندا سامي يلاوتينن، فإن “الصوت العالمي يتمحور حول العمل الجماعي، وتبادل الخبرات من التعاون، وتعزيز تأثير الأجهزة… فلدى الأجهزة رسائل ونتائج قيّمة لمشاطرتها”.

Back To Top