التفكير في الماضي، والإقرار بإنجازات الحاضر، والتطلع إلى المستقبل: مجموعة العمل حول الرقابة
بقلم أمانة مجموعة العمل حول الرقابة البيئية، الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في فنلندا
بقلم أمانة مجموعة العمل حول الرقابة البيئية، الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في فنلندا
تدعم مجموعة العمل حول الرقابة البيئية التابعة للإنتوساي التدقيق البيئي وتطويره عالمياً. ويشكل انتهاء صلاحية خطة العمل للفترة 2020-2022 فرصة كبيرة لعرض المهام السابقة والحالية والمستقبلية لمجموعة العمل حول الرقابة البيئية خلال الاحتفال بعيدها الثلاثين في عام 2022.
المخاوف المتعلقة بالبيئة والمناخ تكتسب زخماً في السياسة العامة
باتت المشكلات البيئية والمناخية معروفة الآن على نطاق واسع باعتبارها موضوعات أساسية يجب معالجتها من أجل مجتمعاتنا واقتصاداتنا. وجرى تقديم هذا الزخم كرغبة لإدماج المخاوف البيئية والمناخية في السياسة العامة. وقطعت مجموعة العمل شوطاً طويلاً منذ تأسيسها في عام 1992. واليوم تعتبر مجموعة العمل حول الرقابة البيئية التي مضى على إنشائها 30 عاماً مجموعة العمل الأكبر في الإنتوساي حيث تضم 83 جهازاً أعلى للرقابة المالية والمحاسبة عضواً من جميع أنحاء العالم. وهذا يبين أن هناك إرادة عالمية متنامية لتعزيز التدقيق البيئي وتطويره.
واستضافت المجموعة جمعيتها الحادية والعشرين في يوليو / تموز 2022 في جزر المالديف. وكان موضوع الجمعية العامة زيادة القدرة على التكيف بهدف النظر فيها والتكيف مع تغير المناخ من منظور التدقيق. وتأثرت جزر المالديف التي تعتبر أدنى بلد ارتفاعاً عن سطح البحر في العالم بتغير المناخ والتدهور البيئي. وأعربت هذه الجمعية عن الرغبة في التعاون العالمي لمعالجة القضايا الوشيكة للجزر الصغيرة وكذلك لبقية العالم. وكانت الجمعية أول جمعية هجينة للمجموعة ضمّت 80 مشاركاً بصورة حضورية، فضلاً عن 200 مشاركاً مسجلاً عن بعد. وأصدرت المجموعة أيضاً ملخص حلقة دراسية عن زيادة القدرة على التكيف يمكن الاطلاع عليه، فضلاً عن لمحة عن العمل الفني أثناء الجمعية.
التدقيق البيئي يعزز السياسات البيئية الفعالة
نشرت مجموعة العمل حول الرقابة البيئية خمسة تقارير جديدة تهدف إلى تعزيز السياسات البيئية الفعالة في مختلف المجالات. وقد اعتُمِدَت هذه التقارير خلال الدورة الحادية والعشرين للجمعية في جزر المالديف.
ويركز منشور التدقيق في النفايات البلاستيكية الذي يتولى تنسيقه الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في الهند على مشكلة النفايات البلاستيكية. ويتناول هذا التقرير طرقاً مختلفة للتدقيق في سياسات إدارة النفايات البلاستيكية، مع التركيز على هدف التنمية المستدامة 12 في ما يتعلق بالإنتاج والاستهلاك المسؤولين. ويتمحور التقرير الخاص بالتدقيق في التمويل المناخي الذي أعدّه الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في الولايات المتحدة الأمريكية حول مستهدف التمويل الدولي للمناخ 13.أ المنبثق من هدف التنمية المستدامة 13. ويعرض التقرير معايير التدقيق التي تساعد الأجهزة في تقييم تمويل المناخ.
ويركز التقرير الخاص بالتدقيق في النقل المستدام على هدف التنمية المستدامة 11 بشأن المدن المستدامة. وتولى تنسيق التقرير كل من أجهزة الصين وإندونيسيا وتايلاند، وهو يهدف إلى إدماج مفهوم النقل المستدام في صلب أنشطة المدققين خارج القطاع البيئي. وأعدَّ الجهاز الكندي بالتعاون مع أمانة مجموعة العمل حول الرقابة البيئية التقرير عن أهداف التنمية المستدامة، وتماسك السياسات، ومشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، والذي يهدف إلى تعزيز معرفة المدققين بأهداف التنمية المستدامة البيئية. ويهدف التقرير الموجز الذي أعدَّه الجهاز الكندي إلى تقييم أوجه التآزر بين أهداف التنمية المستدامة في التقارير الأربعة السابقة.
الخطوات المستقبلية لمجموعة العمل حول الرقابة البيئية
وضعت مجموعة العمل حول الرقابة البيئية خطة عمل جديدة للفترة 2023-2025، وهي خطة تتمحور حول محورين: 1) محور المناخ والتنوع البيولوجي و2) محور الاقتصاد الأخضر. واستند وضع هذين المحورين على تحليل دقيق للمسح العاشر لمجموعة العمل حول الرقابة البيئية بشأن نتائج التدقيق البيئي، وورش العمل المستقبلية للجنة التوجيهية الثامنة عشرة للمجموعة في سبتمبر / أيلول 2021، فضلاً عن المدخلات التي تم الحصول عليها من جولة كبيرة من المقابلات مع أصحاب المصلحة.
وستشمل خطة العمل عمليتي تدقيق تعاونيتين عالميتين أطلقتا في الإنكوساي في نوفمبر / تشرين الثاني 2022. أولاً، يهدف جهاز مسح المناخ، وهو مبادرة لديوان المحاسبة الفيدرالي في البرازيل، إلى إجراء مراجعات سريعة وتوفير بيانات عالمية موحدة عن الأعمال الحكومية في مجال المناخ. ثانياً، يهدف أحد مشاريع مبادرة الإنتوساي للتنمية إلى أن يشكل عملية تدقيق تعاونية عالمية خاصة بأعمال التكيف مع تغير المناخ، مع خمسة مجالات موضوعات للاختيار من بينها، وهي الحد من مخاطر الكوارث، وإدارة الموارد المائية، وارتفاع مستوى سطح البحر وتآكل السواحل، وتنفيذ خطط أو إجراءات التكيف مع تغير المناخ، وتنفيذ أهداف التكيف الوطنية المرتبطة بهدف التنمية المستدامة 13 المتعلق بالتكيف مع تغير المناخ.
عرض التجارب الماضية
مع احتفال مجموعة العمل حول الرقابة البيئية التابعة للإنتوساي بالذكرى الثلاثين على تأسيسها في يونيو / حزيران، أجرت الأمانة سلسلة من المقابلات مع الأمانات السابقة وأشخاص رئيسيين طبعوا تاريخ المجموعة. ويمكن الاطلاع على الفيديو على هذا الرابط.
وكان أحد الموضوعات المشتركة في هذه المقابلات هو تفاني وحماسة الأشخاص المشاركين في عمل المجموعة. وقد تجلى هذا الحماس المماثل في تقديمات الجائزة الثانية لمجموعة العمل حول الرقابة البيئية التابعة للإنتوساي خلال الجمعية الحادية والعشرين. وتمحور موضوع الجائزة حول الذكرى السنوية الثلاثين لتأسيس المجموعة. وقد سألنا الأعضاء عما قدمته المجموعة لهم. ومن خلال الإجابات، أمكننا تحديد الاتجاهات الأربعة التالية:
- قدمت المجموعة دعماً للتدقيق والمدققين البيئيين،
- قدمت المجموعة مساهمات في التطوير الوظيفي ووجَّهت المدققين لإجراء مزيد من الدراسات،
- تركت المجموعة تأثيراً على الوعي بالموضوعات البيئية والتغيرات في السلوك،
- وفّر العمل المتعلق بالمجموعة الرضا عن طريق إحداث فرق في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، افترضت الإجابات أن المشاركة في مثل هذه الشبكة الدولية من شأنها أن تكون تتويجاً لمسيرة عمل. وكما لاحظ أحد المشاركين: “قال أصدقاء وزملاء آخرون عندما ودّعوا أفراد المجموعة إن مشاركتهم فيها كانت من أبرز معالم مسيرتهم المهنية. وهذه هي الحال بكل تأكيد بالنسبة إليّ، حيث تبقى الذكريات الرائعة والصداقات مدى الحياة”.