من إعداد: ميريسيماني فوساوال-كاتوبا، مديرة جنوب المحيط الهادئ، مجموعة الأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة لدول الباسيفيك (الباساي)
بعدما أنشأ مكتب المدقق العام في فيجي وظيفة ضمان الجودة في عام 2017، تجاوزت المنافع ضمان امتثال أعمال التدقيق التي يقوم بها الجهاز للمعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، إذ مكّنت الجهاز من تنفيذ تحسينات على منهجية التدقيق ونظام مراقبة الجودة.
ورغم أنَّ ضمان الجودة مجال جديد لمكتب المدقق العام في فيجي، هناك بعض العناصر التي تضع الوظيفة الجديدة على طريق النجاح.
ويتألف فريق ضمان الجودة الجديد من موظفين اثنين فقط، ولكنهما يمتلكان معرفة فنية سليمة وخبرة مناسبة في التدقيق. والأهم من ذلك هو أنّهما حظيا أيضاً بدعم المدقق العام وفريق إدارته التنفيذية.
واستفاد الفريق من التدريب الذي قدمته مبادرة الإنتوساي للتنمية لمدة أسبوع لمدققي ضمان الجودة واستخدم دليل ضمان الجودة للباساي كمرجع مفيد لتوجيه أنشطته. وكانت هناك أيضاً مواد لضمان الجودة من منظمة الأفروساي للمجموعة اللغوية الفرعية للدول الناطقة باللغة الإنكليزية وتوجيه من مكتب تدقيق تسمانيا (من خلال برنامج توأمة للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة بتمويل من وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية).
وأخيراً، كان لدى مكتب المدقق العام نظام فعّال لمراقبة الجودة ومنهجية تدقيق موثّقة قائمة على المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة. ووفَّر ذلك معياراً مرجعياً لقياس عمل المكتب خلال مراجعة ضمان الجودة.
ويرتبط فريق ضمان الجودة مباشرة بالمدقق العام، ويعمل على تحديث قاعدة بيانات بالنتائج المستخلصة من جميع عمليات مراجعة ضمان الجودة التي يجريها. وسلطت قاعدة البيانات الضوء على “مجالات التركيز الرئيسية” التي يتعين على فرقاء التدقيق العمل عليها. وأقام الفريق جلسات توعية بالنتائج الهامة أو المتكررة لمراجعات ضمان الجودة. كما عقد دورات منفصلة لمعدّي أوراق العمل ومراجعيها.
وشهدت تركيبة فريق ضمان الجودة تغيراً منذ تأسيسه، لكنّه يواصل إقامة جلسات التوعية حتى يضع العاملون “مجالات التركيز الرئيسية” في اعتبارهم أثناء إجراء عمليات التدقيق.
ومن التأثيرات المهمة التي حققتها مراجعات ضمان الجودة التي أجراها جهاز فيجي هو أن تكون الفرقاء أكثر حرصاً على ضمان الجودة في أوراق عمل التدقيق الخاصة بها، وأن تحصل على أدلة كافية ومناسبة من التدقيق. كما تقدِّر فرقاء التدقيق التابعة للجهاز كيف يؤثر تقييم كافٍ ودقيق للمخاطر في نهج التدقيق المخطّط.
ومن المهم أيضاً أنَّ وظيفة ضمان الجودة المستقلة قد ساعدت مكتب المدقق العام على تحديد ومعالجة المجالات التي تحتاج إلى تحسين في منهجية التدقيق التي يتّبعها. وأدى ذلك إلى اتباع نهج متّسق للجودة في مختلف أقسام الجهاز.
وتتم عمليات تدقيق الجودة عندما تُجرى عمليات التدقيق بشكل متّسق، بما يتماشى مع متطلبات المعايير الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ومبادئها، ضمن منظومة قوية من ضوابط الجودة، وفي بيئة يمارس فيها المدققون المبادئ الأساسية للموضوعية والاستقلالية والنزاهة والسلوك الأخلاقي.
ببساطة، يتطلب تحقيق عمليات تدقيق الجودة وقتاً ويحتاج إلى تعاون والتزام من جميع المشاركين في منظومة إدارة جودة التدقيق في الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة. لذلك فإنَّ هذه العملية عبارة عن رحلة مستمرة من التحسين للجهاز والعاملين فيه.
ويسمح إيجاد طرق أفضل باستمرار لإتمام عمليات التدقيق للأجهزة بتقديم رؤى ذات قيمة مضافة إلى الجهات الخاضعة للتدقيق. وهذا هو الأساس لتوفير القيمة للمواطنين.