بقلم جيسيكا دو، فريق تحرير مجلة الإنتوساي الدولية للرقابة المالية الحكومية
هذا العدد من المجلة مخصَّص للمؤتمر الدولي الرابع والعشرين للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة الذي عُقد في ريو دي جانيرو في الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر / تشرين الثاني 2023.
الإنتوساي صاحبة تاريخ حافل بدأ في عام 1953، عندما اجتمع 34 جهازاً للرقابة المالية والمحاسبة في أول مؤتمر دولي في كوبا. ومنذ ذلك الحين، تطورت الإنتوساي باستمرار لمواجهة التحديات الحالية في مجال التدقيق العام على نحو أكثر فعالية، مع مساهمتها أيضاً في تشكيل مجتمع المساءلة العالمي للمستقبل. وقد نمت المنظمة ووصل عدد أعضائها إلى 195 جهازاً كامل العضوية، و 5 أعضاء مشاركين، وعضوين منتسبين. وعلى مر السنوات، أنشأت الإنتوساي عدة مسارات متلائمة مع التقدم في مجال التدقيق، وهي تشمل تحولاً استراتيجياً في تعزيز الطابع المهني وتنفيذه، وتنمية القدرات، وتبادل المعرفة، ومبادرات القيمة المضافة، فضلاً عن التنمية المستدامة.
يجسد موضوعا الإنكوساي تجارب مجتمع الإنتوساي خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ففي مارس/آذار 2020، غيّرت جائحة كوفيد-19 بشكل مفاجئ طريقة تفاعل الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة ومجتمع الإنتوساي الأوسع نطاقاً مع مواجهة ظروف صعبة. ومن خلال المثابرة والدعم عبر مجتمع الإنتوساي، سعت الأجهزة إلى بلوغ وضع طبيعي جديد، أي وضع يتفاعل فيه الزملاء من خلال التواصل الافتراضي ومؤتمرات الفيديو، وطورت نُهجاً مبتكرة للتدقيق.
ونظرت مناقشة الموضوع الأول للمؤتمر بعنوان “دور الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة في حالات الطوارئ” عن كثب في كيفية استمرار الأجهزة في الإشراف على العمليات والحفاظ عليها في حالات الطوارئ. ومع توفر التدابير الوقائية للحد من خطر الإصابة، مثل اللقاحات، على نطاق أوسع، بدأ العالم في إعادة فتح أبوابه ببطء وبحذر. وبعد تلك الفترة التي عُزلت فيها الأجهزة بعضها عن بعض حضورياً، عادت من جديد إلى التواصل والتعاون واستغلت الفرص المتاحة للقاء. وتناولت مناقشة الموضوع الثاني للمؤتمر بعنوان “الصوت العالمي، والنتائج العالمية، والتأثير بعيد المدى” طريقة تمكين الإنتوساي من رفع صوت مجتمعها في مجال المساءلة، وتعزيز الشراكات من أجل مؤسسات أقوى.
ويبدو أن “الزمالة” هو أفضل مصطلح يلائم البيئة والجو خلال الإنكوساي الرابع والعشرين. فبعد أعوام من البعد، كانت القدرة على التفاعل والمناقشة والمشاركة موضع تقدير بالغ. وفي هذه الحالة، ساد بين المشاركين طوال أسبوع في ريو دي جانيرو شعور الزمالة الواحد تجاه الآخر، أو الإحساس بالانتماء إلى المجتمع لدى أشخاص تجمعهم مصلحة مشتركة في تعزيز المساءلة والشفافية والحوكمة الرشيدة في جميع أنحاء العالم. وقد أقر مجتمع الإنتوساي بأنه رغم التحديات، ما زال هناك تعاضد بين الأجهزة حول العالم للتغلب على هذه التحديات معاً.
نودُّ أن نعرب عن تقديرنا لديوان المحاسبة الفيدرالي في البرازيل لاستضافته حدثاً مثيراً منشطاً وغنياً بالأفكار. كما نعرب عن امتناننا لجميع المشاركين في الإنكوساي الرابع والعشرين على مشاركتهم في هذا الحدث الأساسي للإنتوساي.
